دراسات ومقالات

القانون الدولي الإنساني ورواده من المسلمين

الحلقة -1-

الدكتور / عطاء الله أحمد فشار
  • أستاذ باحث بالجامعة من الجزائر مهتم بفلسفة التاريخ والقانون والحضارة
  • عميد سابق لكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الجلفة بالجزائر ورئيس تحرير مجلة دراسات وأبحاث مجلة علمية دولية محمكة

ولعل محمد ابن الحسن الشيباني يعتبر من أبرز الانتلجنسيا في العهد العباسي، لما أحدثه من ثورة في مجال الفقه والسياسة، حيث نقل هذه المواضيع من التفسيرات الكلاسيكية إلى التفسير العلمي وله السبق في ذلك وكأنه سابق لأقرانه من العلماء, و الدارس لمؤلفاته يندهش لمعرفة الرجل بأمور الجيش وخطط الحروب بل يطرح استراتيجيات بديلة في حل بعض المعضلات التكتيكية وأصل لقواعد القانون الدولي الإنساني
فمن هو هو الشيباني؟ وما هي عوامل نبوغه ومصادر معرفته العسكرية؟، وفيما تتمثل أطروحات الحرب عنده؟.
نقصد بالمعرفة العسكرية تلك الثقافة والدراية بالجيوش وتنظيمها وتعبئتها وتسيرها وتدبير أمورها في الحرب، والخطط الحربية أي الإطلاع على فنون الحرب وهذه المعرفة تتكون عبر الإطلاع في هذا التخصص والتأليف فيه، وعن طريق الممارسة العسكرية في الجيش لذلك كان الشيباني قد حصل على هاتين الميزتين اللتين ساهمتا في معرفته للكتابة في الجانب العسكري، خاصة وأنه كان قريب الخليفة وأحد فقهائه والمصاحبين له في حروبه وتنقلاته.

1- كتاب السير موسوعة عسكرية بامتياز:
خصص الشيباني في كتابه السير أبوابا عن الحرب وآدابها قوانينها، تناول فيه آداب القتال وقسمة الأخماس وتبيان سلوك المقاتل المسلم في أرض الحرب،وسبايا الحرب وإقامة الحدود على الجنود وكيفيتها والعيون والاقتصاد في الحرب والنفير… فكان مصنف جامعا لكل الأحكام الفقهية والتشريعية اللازمة والضرورية للمسلمين سواء في حروبهم أو في علاقاتهم مع الأمم الأجنبية التي سيطروا عليها.
وهذا جانب جديد مبتكر لم يوجد فقيه من فقهاء الإسلام تطرق إلى كشف هذا الموضوع قبله بل أن أوروبا قد شهدت له بسبقه في هذا المجال حيث أسسوا له جمعيات تقوم بنشر تراثه كجمعية الشيباني في ألمانيا. وهو كذلك أول من نظر في العلاقات الدولية والقانون.
ذلك أن المحاور التي ذكرها في فهرست كتابه السير تبين نظرة الشيباني ومعرفته بالتخطيط العسكري الذي هو مجموعة من الإجراءات التي توفر القدرة على تحديد الأهداف، وهذا أساس كل عملية عسكرية والتي تأتي بعد جمع كل ما يتعلق بالخصم من حيث العدد والعدة.
2- المولد والنشأة:
هو أبو عبيد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني صاحب أبي حنيفة، أصله من دمشق من قرية حرستا ولد ” بمدينة واسط” سنة 132هـ” ، كان أبوه حريصا على تعليمه حيث انتقل إلى الكوفة وكانت وقتها زاخرة بالعلماء والفقهاء والحفاظ والأدباء جالس أبي حنيفة الذي أثنى عليه ثم أتم الفقه على يد الفقيه والقاضي أبي يوسف.
ومن بين الشيوخ الذين تتلمذ عليهم من أهل الكوفة أبو حنيفة، وإسماعيل بن خالد الأحمي وسفيان بن سعيد الثوري و مسعر بن كدام ومالك بن مغول وقيس بن الربيع، ومن أهل مكة منهم سفيان بن عييّنة الكوفي وزمعة بن صالح وإسماعيل بن عبد الملك وطلحة بن عمرو ومن البصرة أبو العوام عبد العزيز وهشام بن أبي عبد الله ومن واسط عباد بن العوام وشعبة بن الحجاج من الشام أب عمرو عبد الرحمن الآوزاعي ومحمد بن راشد ومن اليمامة أيوب بن عقبة التميمي.
أعجب الإمام مالك كثير بذكاءه خاصة عندما أوجد حلا لمسألة المسلم الجنب الذي اعتبرها الإمام مالك أنه لا تجوز له الصلاة.

3- العوامل المساعدة في المعرفة العسكرية عند الشيباني:
يمكن إجمالها فيما يلي:
– الإرث الحربي لعائلة الشيباني وانفرد في ذكر هذه الخاصة ابن عساكر الصفدي وابن سعد في طبقاته حيث امتهن أبوه الجندية وكان ومن قواد الجيش النظامي لجيش الشام وهذه السمة من أهم العناصر التي ساهمت في تشكل المعرفة العسكرية عند الشيباني، ذلك أنه وضف هذه الخبرات الحربية في تنظيره العسكري مستفيدا من بطولات أبيه وقصصه مع الجيش .
– مصاحبته للخليفة هارون الرشيد في غزواته وحروبه ولأنها عادة في الجيش الإسلامي وهذا لتوعية ورفع معنويات الجيش وبث الحماسة فيهم، وتذكيرهم بفضائل الشهادة والجهاد ومنزلة الشهيد كالصالحين والفقهاء، ولعل تلميذه أسد أبن الفرات فاتح صقلية سنة 365هـ مزج بين الفقه والعسكرية، ونعتقد أن خرجاته مع الجيش كانت عامل في تطوير ومعرفة أساليب القتال والحروب التي وظفها في كتاباته.
– الكثير من فتاويه كانت حول السلاح واستعمالاته وكيفية التعامل مع من دخل به إلى البيت أوالمسجد وهذا يعطينا إشارة على معرفة الشيباني بأنواع الأسلحة.
– اجتمع للشيباني ما لم يجتمع لغيره، فقد تلقى فقه العراق كاملا وفقه الحجاز كاملا عن مالك وفقه الشام عن الأوزاعي وله قدرة ومهارة في التفريع والحساب فتنوعت ثقافته بين المفسر والمحدث الفقيه واللغوي والأديب وهو أول من دون الفقه تدوينا جامعا.
– التركة المالية ورثها عن أبيه الذي كان ميسور الحال ترك له ثلاثين ألف درهم أنفق منها خمسة عشرة ألف دينار على النحو والشعر، وخمسة عشرة ألف على الفقه والحديث.
– ثم أن الشيباني كان بإمكانه تكوين مذهب خاص به وله بصمته الخاصة وهذا بالنظر لاجتهاداته ومناهجه في استنطاق النصوص الفقهية ولكنه حافظ على انتسابه لأبي حنيفة عرفنا لجميل أستاذه عليه في تكوينه العلمي وفرط إجلاله ورعايته، ان الفكر التجديدي نلمحه من خلال كتابه السير الكبير الذي عادتا ما يتناول المغازي والجهاد عند الفقهاء القدامى ولكنه صار يعالج المسائل السياسية والقانون.
– عبقرية وذكاء نادرين تميز بما الشيباني ويظهر ذلك من خلال عنوان كتابه الغريب
” المخارج في الحيل” والذي يعطينا عدة حيل فقهية في عدة مسائل بفتاوي شرعية وهو سبق لم يسبقه أحد فيه وهذا يدل على علمية الرجل وموسوعيته، فيعطينا حيل في الصلح واليمين والنكاح والطعام والشراب والبيع والشراء… نعتقد أن القارئ لهذه المسائل وكيفية دراستها عند الشيباني يدرك قيمة تفكيره الذي يسبق زمانه بكثير.
وهناك بعض الحوادث التي يرويها بنفسه تثبت لنا أنشطانيةُ الرجل من ذلك أنه عندما وُشِىَ به لهارون الرشيد بعدما ذاع صيته أنه يحمل كُتب الزندقة، فبعث له من يفتشه من رجالاته فقال الشيباني خشيت على نفسي من كتاب الحيل الذي أحمله فقال لي الموكل بالتفتيش ما ترجمته فقلت كتاب الخيل فأضفت له نقطة فنجيت منه فلم يحمله ورماه.

4- محاور الحرب عند الشيباني:
4-1- أسلوب نشر الوباء (الحرب البيولوجية):
ركز الشيباني على هذا الأسلوب الفريد من نوعه ولعل له السبق في ذلك ونشر الوباء من أهم وسائل كسب الحرب، وهذا يدل على معرفته بخطط الحرب وفنونها وحيلها، حيث يجعل الشيباني من تسميم مياه العدو بالدماء والغدرة والسم من أجل إفساده ونشر الوباء داخل حصون العدو وقد أجاز ذلك لتسريع الحرب والاستسلام وكسر شوكتهم .
ولقد عرفت الأمم القديمة هذا الأسلوب خاصة الرومان، حيث قاموا بتلويث مصادر المياه بطرق عشوائية لكسب الحرب وثم طُورت هذا الأساليب في العصر الإسلامي حيث كان يدس في صهاريج المدينة نبات الزرنيخ وغيره حتى يطلبوا الأمان، كما يستغل هبب الرياح ودخانها بالكبريت والجِيَفْ من أجل تلويث الهواء إفساده ، بل يذهب الشيباني إلى أبعد من ذلك عندما يجيز تسميم الأسلحة خاصة أسنة الرماح والسهام وهي من مكائد الحروب.
4-2- حرب المياه:
الماء من أهم الاستراتيجيات في الحرب ومهم جدا في منظومة الشيباني العسكرية وتستعمل حسبه في نموذجين الأول يتمثل في قطع الماء وصادره المؤدبة للحصن لإصابة العدو بالعطش ثم الاستسلام، حتى وإن كان بينها نساء وأطفال لأنه أقوى أسباب ضعفهم والظفر بهم عنوة وصلحا وإذ استسقى منهم عطشان كان الأمير مخيرا بين سقيه أو منعه .
والنموذج الثاني هو استعمال الماء في عمليات إغراق الحصون خاصة وأن الطابع الغالب على المدن في العصر الوسيط هو التحصين “المدن المسورة” حيث تم تجميع المياه بحواجز ثم لتدفع دفعة واحدة وبقوة لتهديم الحصون وإغراقها وقد استند الشيباني في عنصر الماء والحرب على حروب الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة بدر كمرجعية تطبيقية، كما تدخل الصلة بين الحرب والماء وفيما يمكن الاصطلاح عليه “بالاقتصاد الحربي” .
4-3- الاقتصاد والحرب عند الشيباني:
يندهش الباحث عند قراءته لمصنف الشيباني المسمى “الكسب” لما يحويه من أطروحات اقتصادية تنم عن صورة أخرى مغيبة في شخصيته وهي الشيباني المفكر والخبير الاقتصادي، فمن خلال كتابه الكسب يعطي أهمية كبيرة للعامل الاقتصادي في تطوير المجتمع والدولة حيث يحث الفرد على العمل والاجتهاد فيه لمحاربة الفقر والجوع وتحقيق الاكتفاء ومحاربة الغش التجاري وأعطى ميكانيزمات ثقافة الشبع وهي عدم الأكل فوق الشبع واعتبره سبب المقت”
كما أسس لنظرية التقشف وعدم التبذير وتهيئة النفس على الجوع ومجاهدتها أي الاقتصاد في الأكل حتى يضمن تقوية الجسم على أداء العبادات بل ذهب أبعد من ذلك في طريقة تناول الخبز حيث نهى على أكل الخبز من وسطه وترك حواشيه وعدم التمسح بالخبز.
– نستنتج أنه يهدف إلى بناء فرد ذو ثقافة اقتصادية تهيئ لمواجهة الطوارئ من بينها الحرب التي تعتبر أهم اختبار بين مدى نجاح واستغلال هذه المقومات في النصر، خاصة وأن حروب العصر الوسيط كانت تعتمد على أسلوب الحصارات الاقتصادية وقطع التموين الغذائي عن المحاصرين.
4-4- القضاء العسكري في فكر الشيباني:
إن شغل الشيباني لمنصب القضاء في العهد العباسي من طرف هارون الرشيد ساهم في تنظيره في هذا الجانب المهم داخل الجيش ليكون أكثر صرامة وتنظيم والتحام لذلك أجاز إقامة الحدود على الجندي إذ أخل بالنظام والقيم العسكرية، حيث يؤكل الشيباني إقامة الحدود على الجندي إلى مختصين لتطبيق العقوبة وليس لأمير السَّرِيَة لأنه مكلف حسبه بتدبير الحروب اللهم إلا إذا كان مفوض من طرف الخليفة وتشمل إقامة الحدود القتل أو القطع أو النفسي أو السخط أو الضرب أو الحبس والحرمان أو الغرم .
4-5- أسلوب الأرض المحروقة:
يجيز الشيباني أثناء عمليات الحصار قطع الأشجار والنخل وحرق الزروع وهذا، حسبه لتسريع الاستسلام وتقصير مدة الحصار ودفعا للضرر الذي يلحق بالجيش . وقد تأثر الإمام الشافعي بأستاذه الشيباني حيث يجيز قطع الشجر وحرق المنازل في بلاد العدو حيث يقول لا بأس بقطع الشجر المثمر وتخريب العامر وتحريقه في بلاد العدو وكذلك لا بأس بتحريق ما قدر لهم عليه من مال وطعام لا روح فيه لأن رسول الله حرق نخل بني النظير وأهل خيبر وأهل الطائف.
وهذا الأسلوب يؤدي إلى حرمان وعدم تقوية الخصم المحاصر بالغذاء.
4-6- العيون بين الفقه والضرورة الحربية:
أعطى الشيباني أهمية بالغة لهذا الأسلوب لما له من تأثير في موازين القوة والأهداف المسطرة وإن كان الشيباني يفصل في حالات الجواسيس وكيفية عقوبتهم في النظام الفقهي الإسلامي وهذا يدل على معرفة الرجل في كيفية عمل ونجاح هذا الجهاز الحساس في الدولة كيف لا وهو كان أحد صانعي السياسة والفقه في الدولة العباسية أيام هارون الرشيد، فكان قريب من كل التشكيلات خاصة العسكرية أضف إلى ذلك أنه كان يصاحب الجيوش للحرب حيث فرق الشيباني بين وضعيات الجواسيس بين الجاسوس المسلم والذمي والحربي فلكل منهما عقوبة خاصة، حيث يقول في حكم الجاسوس المسلم “وإذا وجد المسلمون رجلا مما يدعي الإسلام عينا للمشركين على المسلمين يكتب لهم بعولاتهم فأقر بذلك طوعا فإنه لا يقتل”
شهد العصر العباسي تطورا كبيرا في عمل العيون والجواسيس خاصة بعد نجاح الدعوة العباسية والسبب تنوع الخصوم في الداخل والخارج ولعل في فترة هارون الرشيد اتضحت معالم هذا الجهاز، حيث أصدر تعليمات بتعريب الدواوين كديوان الجند حيث كانت اللغات التي يكتب بها هذه الدواوين كالفارسية واليونانية.
كما استخدم العباسيون، لعمليات التجسس، النساء والرجال والغلمان و نشرهم في بلاد العدو على هيئة تجار وأطباء أو طلبة علم أو غلمان أو جواري . ويختار هؤلاء لتوفر عدة شروط أهمها الصمت، كتمان السر الصبر قوة التحمل الإخلاص، الدهاء، المراوغة إتقان لغة العدو.

5- استراتيجية الاستثمار العسكري في اللفيف الأجنبي:
يعتبر هذا الأسلوب فريد من نوعه لأن استراتيجية التنويع داخل عناصر الجيش والاستثمار في خبراته القتالية ذلك أن هذه العناصر وما تحمله من إرث حربي مميز من خلال تجاربها في المعارك والحروب . وظفت في المؤسسة العسكرية العباسية نظرا لإتساع رقعتها وحاجتها لذلك العناصر وهذا ما دعا إليه الشيباني الذي أجاز الاستعانة بعناصر العدو وللاستفادة من خبراتهم الحربية حيث يقول: لا بأس بأن يستعين المسلمون بأهل الشرك شريطة أن يكون بحذر شديد حتى لا تحدث الخيانات بسبب النصرة الدينية عند أهل الكفر .
لقد تجسدت هذه الإستراتيجية في الجيش العباسي الذي ضم أجناس متعددة كالخرز والروم والديالمة والزنج والسودان كما استخدم العباسيون الأفارقة بعدما أثبتوا قدراتهم القتالية كما امتاز السودان بالجلد وقدرة التحمل والسرعة ومعرفتهم في السير في الأدغال والسباخ . وظلت قاعدة الاستخدام لأبناء البلاد المفتوحة مستمرة وتخضع للظروف مقيدة بالضروريات الآنية .
كما استثمر هارون الرشيد في كفاءات البرامكة العسكرية بقيادة يحي بن خالد البرمكي .
بينما كان المعتصم معجبا بفن القتال التركي لما يتمتعون به من بأس وجرأة وبسالة وشجاعة قتالية .
وما نستنتجه أن استراتيجية التنويع في عناصر الجيش من أهم الأساليب التي لم تغب في منظومة الشيباني وهذا يدل على تفتح الرجل ومسايرته لما يحدث من تطورات في الجيوش المجاورة من حيث التكتيك والاستراتيجيات.
6- الحراسة العسكرية في تنظير الشيباني:
لم يهمل الشيباني عنصر اليقظة المستمر عن طريق الحراسة الجيدة لحدود الدولة فإذ كان هناك خطر حسب الشيباني يتم النفير عن طريق الأجراس كإنذار للطوارئ القتالية حيث يذهب نومهم ويطوي عزائمهم حيث يعلق على الحصون والرباطات وقد تكون الإنذارات عن طريق اشعال النيران كعلامة لحدوث الخطر والاستعداد للحشد . الذي يبدأ بضرب بوق النفير فير قصر الخليفة وسرعان ما يتردد ذلك في كل الأقاليم.

7- الخداع والحيل الحربية:
الحرب خدعة وهي مبدأ انطلاق الشيباني في رسم معالم هذا الأسلوب ومشروعيته في الحرب، مسند إلى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، بل نجد الشيباني يعطينا صور تقنية فن الخداع كإستعمال معاريض الكلام .
والخدعة هي المراوغة والاحتيال وهي جزء من العلم العسكري وهي فن التمويه والاستتار والقيام بأعمال تضليلية لصرف العدو عن الهدف والمناطق الاستراتيجية و الهدف هو التشتيت ولها عدة مصطلحات مشابهة كالتمويه والتورية، والمداراة الحيلة .
والتحايل والخداع هو التضليل المقصود والمتعمد لشخص ما للحصول على فائدة معينة، ويخضع الخداع إلى الدهاء الذي يعتبر شرط ضروري لتحقيق المباغتة ومن الأمثلة على ذلك حكي أن عبد الملك بن صالح العباسي وهو أحد قواد هارون الرشيد لمّا غزا بلاد الروم وحاصرها فامتنع الحصن عليه وانصرف يائسا عنه وكان في أصحابه رجل يقال له عبيد الله المعروف بالأقطع أعرف الناس بالرومية في لسانه ولباسه فخرج الأطقع يسير منفردا حتى قرب من الحصن فرأى رجل من الروم على دابة ومعه باز فسأله الأقطع عن خبره فأخبره أنه القيم بأمر الحصن وأنه خرج متصيدا عند انصراف عبد الملك العباسي وظن الرومي أن الأقطع من بلاد الروم فأستأنس به، حيث استطاع أن يدخل معه الحصن ويستولي على مفاتيح الحصن وفتحه للمسلمين.
كما أعطانا بعض الحيل في أساليب الرسل من ذلك أنه قد يكونوا رسل مزورة وحيلة من حيل العدو فهنا يطرح الشيباني عدة علامات لمعرفة صحة المبعوثين (الرسل) من خلال كتاب الملك و خاتمه.

8- حضر تجارة السلاح عند الشيباني:
هذا الأسلوب يبين العمق الفقهي والاستراتيجي الذي وصل إليه الشيباني فموضوع السلاح أخذ نصيبه في منظومته العسكرية حيث أجاز حضر الأسلحة وعدم بيعها سواء كان أيام الفتن أو الحروب، لأن ذلك يساعد على اشتعال نار الفتنة وزيادة رقعتها وتأججها كما شد على ضرورة حضر بيع السلاح للعدو لأن ذلك يؤدي تقويتهم ماديا على حساب المسلمين بل يذهب إلى أبعد من ذلك حيث يمنع تصدير الحديد للعدو الذي هو أساس السلاح .
وهذا ما اتفقت عليه كتب الفقه والتي أجازت معاقبة التاجر الذي يحمل إلى دار الحرب ما يستعين به أهل الحرب على الحرب من الأسلحة والخيل الرقيق من أهل الذمة وكل ما يستعان به في الحرب،لأن ذلك إمداد وإعانة للعدو وتقويته على حرب المسلمين.

9- الألوية والرايات ( فلسفة التنظيم ):
وهي من الأسس التنظيمية في الجيش ومعيار من معايير حسن تعلمه ذلك أن لكل قائد علم خاص تنضوي تحته الفرقة الموكلة له وتحت سلطته حيث يرجع إليه في حالات الاستشارة، وكان هذا العنصر مهم عند الشيباني وفصل فيه تفصيلا وأجاز حملها واستعمالها والحكمة منها، ويلعب دورا هاما في إثبات الأنا العسكري للمقاتل ذلك أن هذه الراية كلما كانت مرفوعة كانت المعنويات عالية وتظهر قوته وشجاعته بارزة أمام قومه تحت تلك الراية وبهذا يؤدي إلى التنافس لإبراز القدرات القتالية في المعركة .

10- أسلوب رفع الصوت عند القتال:
يعتبر الشيباني رفع الصوت من أهم الجوانب البسيكولوجية التي توثر على الخصم وترفع معنويات الجيش والتحريض وزيادة الهمة و النشاط وأسلوب لإخافة العدو وزعزعة معنوياته وبث الخوف فيهم كالأناشيد والاستغفار والتكبير .
11- سلاح المنجنيق كاختيار عند الشيباني:
إن دول العصر الوسيط كانت تتخذ من الحصار أسلوبا لاستسلام الخصم ولعل أهم سلاح استراتيجي لمساعدة الحصار وتسريعه هو استعمال المنجنيق الذي يعتبر أساس الدخول للحصن عند الشيباني بقوله “وأن ينصبوا عليها المجانيق ” التي تقذف على الحصون مادة سريعة الالتهاب مكونة من الكبريت وبعض الرنتجات والأدهان والنفط، حيث يقومون بإشعالها ويرمونها بالمنجنيق وتسمي عند المسلمين بالزرافات تنبعث منها نار النفط بدخان شديد .
قد استعمل الجيش العباسي هذا السلاح بكثافة في حروبهم خاصة في عهد أبو جعفر المنصور وكذا حصار المأمون لبغداد في حربه ضد الأمين حيث استعمله بشكل كبير وكان فاصل في الاستسلام واستخدمه، حيث دمرت منازل بغداد وأحرقت المدينة كما استعمله هارون الرشيد ضد “هرقلة” واستخدمه المعتصم في حصار مدينة عمورية ضد البيزنطيين…

من إضاءات الشيباني على القانون الدولي الإنساني في السير الكبير

يُعدُّ الإمام محمد بن الحسن الشيباني (كما سبق ذكره أحد مؤسسي قواعد القانون الدولي الإنساني في التراث الإسلامي. كتابه السير الكبير يُعتبر مرجعًا هامًا في تنظيم العلاقات بين الدول والجماعات، خاصة أثناء الحروب، بما يعكس الالتزام بالأخلاقيات والعدالة. يمكننا استعراض أبرز الإضاءات التي قدمها الشيباني في هذا الكتاب حول مبادئ القانون الإنساني، وهي كالتالي:

1. مبدأ ضرورة التمييز
أكد الشيباني على ضرورة التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين في النزاعات المسلحة، مشددًا على أن القتال لا ينبغي أن يستهدف المدنيين أو الأشخاص الذين لا يشاركون في الحرب. يعكس هذا المبدأ جوهر القانون الإنساني الحديث، الذي يضمن حماية الأبرياء.
2. الإنذار قبل الحرب
من القيم التي ركز عليها الشيباني ضرورة إعطاء الخصم إنذارًا واضحًا قبل بدء الأعمال العدائية. هذا الالتزام بالأخلاقيات يعكس احترام حق الطرف الآخر في التحضير أو البحث عن حلول سلمية قبل الاشتباك.
3. النهي عن التمثيل بالقتلى
حرم الإسلام التمثيل بجثث القتلى، واعتبره الشيباني انتهاكًا للأخلاقيات الإنسانية. هذا المبدأ يعزز من إنسانية الحرب ويحث على احترام الكرامة البشرية حتى في الموت.
4. أموال المعاهدين:
حذر الشيباني من التعرض لأموال المعاهدين وممتلكاتهم دون وجه حق. فهو يعتبر أن المعاهدات تضمن حقوق الطرفين، والالتزام بها جزء من العدل الذي يجب أن يسود بين الأمم.
5. قتل الأسرى والمنّ عليهم:
تناول الشيباني أحكام الأسرى، مبينًا أن القتل ليس الخيار الوحيد، بل يمكن منحهم الحرية أو المنة عليهم وفقًا لمصلحة الأمة وظروف الحرب. هذه النظرة المتوازنة تعكس بُعدًا إنسانيًا يتماشى مع مبادئ الرحمة.
6. ما يحل للمسلمين أن يفعلوه بالعدو وما لا يحل: الضرورة الحربية
ركز الشيباني على قاعدة الضرورة الحربية، مبينًا أن ما يحل للمسلمين فعله أثناء الحرب يجب أن يكون ضمن حدود الضرورة، دون انتهاك القيم الأخلاقية أو تجاوز الحدود المشروعة.
7. أحكام المنّ والفداء
اهتم الشيباني بمسألة المنّ بعد النصر، موضحًا أن الإحسان إلى العدو بعد هزيمته يُعدُّ من القيم النبيلة التي ترفع من شأن المنتصر وتُبقي على إنسانية الحرب.
8. الجاسوس الذمي والمعاهد
تناول الشيباني حكم الجواسيس من أهل الذمة والمعاهدين، مبينًا أن التعامل معهم يجب أن يتسم بالحذر والعدل، مع الحفاظ على حقوقهم إن لم يُثبت عليهم الجُرم.
إن إضاءات الشيباني في السير الكبير تعكس الالتزام العميق بمبادئ الأخلاق والعدل في الحرب والسلم. هذه المبادئ ليست فقط إرثًا حضاريًا إسلاميًا، بل هي جزء من الجهود الإنسانية التي أسهمت في تشكيل أسس القانون الدولي الحديث. يبقى هذا الكتاب شاهدًا على عالمية القيم الإسلامية وعمقها في معالجة القضايا الإنسانية.

خاتمة:
ان محمد بن الحسن الشيباني كان ظاهرة فقهية فريدة من نوعها في تطور الفقه الإسلامي خلال العصر العباسي الذي استفاد منه كثيرا في التدبير الديني و السياسي.
– كما أسس الشيباني لفقه السياسة والحرب الذي أرسى معالمه الكبرى وكيف النصوص مع المستجدات العسكرية للدولة الإسلامية فقد أعطى الكثير من الأساليب التكتيكية الناجحة لكسب الحروب والمعارك مستفيدا من تجربته في السياسة والفقه والجيش ولكن الشيء الجديد الذي نلمحه عند الشيباني هو استعماله للفقه الذكي المتميز والمتكيف مع زمانه ومكانه الذي يعتمد فيه على المنهج العلمي والمنطق وتكيفه مع المتطلبات دون الخروج عن النص ومن ثمة كان يدعو إلى تجاوز الفقه التقليدي البيولوجي إلى الفقه المنتج، متجاوز في ذلك تفكير عصره.

الهوامش:
ملاحظة: عدنا في هذا البحث إلى مساهمة الدكتور بولعراس خميسي وبحثنا المشترك معه
للبحث مصادر ومراجع وهي:
– ياسين سويد: الفن العسكري الإسلامي، ص 15.
– الفدوي على أحمد محمد بن الحسن الشيباني ص 171.
– يسف بن حسن حجازي: فلسفة الميدان، ط1، غزة، 2011.
– السمعاني التميمي: الأنساب، تحقيق محمد عوامه، مكتبة إبن تيمية،ط1، القاهرة ، 1967، ص 433.
– السمعاني المصدر نفسه، ص 434، فؤاد عبد المنعم: مواقف ورجال في القضاء الإسلامي، مجلة البعث الإسلامي العدد6، المجلد 28 لكناؤ، الهند، 1983، ص 44.
– الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام، تحقيق بشار عواد معروف، دار المغرب الإسلامي، ط1، بيروت، 2001، ج3، ص 565، شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق كامل الخراط، مؤسسة الرسالة، ط11، بيروت، 1996، ج9، ص 134.
– محمد زاهر الكوثري: بلوغ الأماني في سيرة محمد بن الحسن الشيباني، المكتبة الأزهرية للتراث، ط1، القاهر، 1998، ص 4،8.
– مضمون المسألة أن الإمام مالك عندما طرح مسألة المسلم الجنب وحان وقت الصلاة ولا يوجد الماء إلا داخل المسجد، فقال الإمام مالك أنه لا يجوز دخوله للمسجد لأنه جنب، أما الشيباني رد عليه بوجوب ذلك، حيث يجوز أن يتيمم ويدخل المسجد ويأتي بالماء، ثم يغسل ثم يصلي فأدهش ذلك الإمام مالك أنظر محمد زاهر الكوثري: المرجع السابق، ص 10،11.
– فؤاد عبد المنعم، المرجع السابق، ص 44، 45.
– الخطيب البغدادي: المصدر السابق، ج2، ص 561، إبن عساكر: تاريخ دمشق، ج4، القسم 2، ص 441.، إبن سعد الزهري: كتاب الطبقات الكبير تحقيق، على محمد عمر مكتبة الخانجي، ط1، القاهرة، 2001، ج9، ص 338.
– الصفدي: المصدر السابق، ص 249، على أحمد الفدوي، المرجع السابق، ص 26.
– الشيباني: محمد الحسن: كتاب الأصل المعروف بالمبسوط، تعليق أبو الوفاء الأفغاني، دار المعارف النعمانية، لاهور، 1981، ج3، ص 131.
– محمد السيد الدسوقي: تدوين الفقه الحنفي وأثره في تدوين فقه المذاهب، كلية الشريعة القانون، ط1، قطر، دت، ص 296، أشرف عباس القاسمي، أثر الإمامين الأوزاعي والشيباني في تدوين الفقه والسير، ص 293.
– الصفدي: الوافي بالوفيات، ج2، ص 248، على أحمد الندوي: الإمام محمد بن الحسن الشيباني، نابعة الفقه الإسلامي، دار القلم، ط1، دمشق، 1994، ص 26.
– أشرف عباس القاسمي: المرجع السابق، ص 291.
– أنظر محمد بن الحسن الشيباني، المخارج في الحيل، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، القاهرة، 1999.
– نسبة لألبرت اينشتاين عالم الفيزياء وما اشتهر به من ذكاء خارق.
– الصفدي صلاح الدين، المصدر السابق، ص 248، الذهبي: سير أعلام النبلاء، ص 135.
– الشيباني محمد بن الحسن: السير الكبير، ج4، ص 220. 221.
– نبيل صبحي فرج: الحرب البيولوجية بين النظرية والتطبيق الملتقى العلمي الثاني: 23 ماي، 2011.
– العباسي حسن بن عبد الله، أثار الأول في تدبير الدول تحقيق عبد الرحمن عميرة، دار الجيل، ط1، بيروت، 1989، ص 364.
– الشيباني السير، ج4، ص 227.
– الشيباني : السير الكبير، ج4، ص 222، الماوردي الأحكام السلطانية، ص 55.
– الشيباني، ج4، ص 223، سعيد بن حمادة المغرب الإسلامي، مباحث في العلوم التجريبية، رواية للنشر التوزيع، ط1، القاهرة، 2013م.
– انظر محمد بن الحسن الشيباني: الكسب، محمد فتحي: العلم العسكري مفهومه وتطبيقاته، الاوائل للنشر، ط1، دمشق، 2005، ص 46.
– الشيباني في كتاب السير، ج5، ص 108-109، ياسين سويد: الفن العسكري الإسلامي أصوله ومصادره شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ط3، بيروت، 2010، ص 142.
– الهرثمي صاحب المأمون، مختصر سياسة الحروب، ص 55، الشركة العالمية للكتاب، ط2، بيروت، 2001، ص 299.
– الشيباني: السير الكبير ، ج4، ص 1472/1473.
– ياسين سويد: المرجع السابق، ص 149.
– السير الكبير، ج4، 204، جمعة ضميرية: أصول العلاقات الدولية، ص 1166.
– فتحي أحمد: العيون والجواسيس في بلاد الشام في العهدين الزنكي والأيوبي، 522هـ، 648هـ/1228-1250م، رسالة ماجستير، جامعة غزة، 2011، ص 45.
– محمد عبد الحفيظ مناصير: الجيش في العهد العباسي، 132 هـ- 232،دار مجدلاوي، ط1، عمان، 2000، ص 162، محمد حسين الأعرجي، جهاز المخابرات في الحضارة الإسلامية، دار المدى للثقافة والنشر، ط1، دمشق، 1998، ص 52.
– كريم جمعي فرحات: تاريخ المخابرات الإسلامية عبر العصور مكتبة الإمام النجدي للنشر التوزيع، ط1، القاهرة، 2007، ص 359.
– خميسي بولعراس، فن الحرب بالغرب الإسلامي خلال عصري المرابطي والموحدي، منشورات النشر الجامعي الجديدة، ط1، تلمسان الجزائر، 2017، ص 43.
– الشيباني: كتاب السير، ج4، ص 190، 191.
– محمد ضيف الله بطانية: الجيش الإسلامي نشأته وطوره، ص 176.
– احمد بدر التنظيم العسكري عند العرب المسلمين، ص 121.
– سلمان بن صالح، الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية نشأتا وتطورها حتى منتصف ق 3 هـ، رسالة دكتوراه جامعة أم القرى مكة، ج2، 1992، ص 590.
– سلمان بن صالح، نفسه، ص 599.
– الشيباني: المصدر السابق، ج4، ص 215.
– بسام العسلي، فن الحرب الإسلامي، ج3، ص 425.
– الشيباني: السير الكبير، ج1، ص 266.
– خالد محمد عطوة، الخداع في الحرب، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، غزة، 2005، ص 26-31.
– حسن توركماني: الدهاء في الحرب، دار الفكر للطباعة والنشر، ط1، دمشق، د ت، ص 16.
– الإسكافي محمد عبد الله الطف التدبير، تحقيق أحمد عبد الباقي دار الكتب العلمية، ط2، بيروت، 1979، ص 22، 23.
– الشيباني: السير الكبير، ج2، ص 47.
– الشيباني كتاب السير الكبير، ج4، ص 183.
– الكاساني علاء الدين: بدائع الصنائع في ترتيب الصنايع، دتار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 1986، ج7، ص 102.
– عثمان ضميرية جمعة: أصول العلاقات الدولية عند الشيباني، ص 1052، 1053.
– عثمان ضميرية جمعة: المرجع نفسه، ص 1055، 1056.
– السير، ص 221.
– حياة عبد القادر المرسي: الآلات الحربية في العصر العباسي الأول، 132-232هـ، المجلة العلمية لكلية الآداب العدد الثالث والعشرون يوليو، جامعة نبها، 2010، ص 386.
– إبن الأثير: الكامل في التاريخ، ج2، ص 215.

المصادر والمراجع المعتمدة

أ- المصادر:
1- إبن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ، تحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، د ت، ج2.
2- إبن سعد الزهري: كتاب الطبقات الكبير، تحقيق على محمد عمر، مكتبة الخانجي، القاهرة، 2001، ج9.
3- ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، دار الفكر، ط1، بيروت، 1998.
4- الإسكافي محمد بن عبد الله: لطف التدبير، تحقيق أحمد عبد الباقي، دار اكتب العلمية، ط2، بيروت، 1979.
5- الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام، تحقيق بشار عواد معروف، دار المغرب الإسلامي، ط1، بيروت، 2001، ج3.
6- الذهبي شمس الدين: سير أعلام النبلاء، تحقيق كامل الخراط، مؤسسة الرسالة، ط11، بيروت، 1996، ج9.
7- السمعاني التميمي: الأنساب، تحقيق محمد عوامه، مكتبة إبن تيمية، ط1، القاهرة، 1976.
8- الشيباني محمد الحسن، كتاب الكسب، تحقيق سهيل زكار وأخرون، ط1، دمشق، 2010م.
9- الشيباني محمد بن الحسن، المخارج في الحيل، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، القاهرة، 1999.
10- الشيباني محمد بن الحسن، كتاب الأصل المعروف بالمبسوط تعليق أبو الوفاء الأفغاني، دار المعارف النعمانية، لأهور، 1981.
11- الشيباني محمد بن الحسن، كتاب السير، تحقيق أبي عبد الله حسن، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت د ت.
12- الصفدي صلاح الدين: الوافي بالوفيات، تحقيق أحمد الأرناؤوط وآخرون، دار إحياء التراث العربي، ط1، بيروت، 2000 ج2.
13- العباسي حسن بن عبد الله: آثار الأول في تدبير الدول، تحقيق عبد الرحمن عميرة، دار الجيل، ط1، بيروت، 1989.
14- القرشي محي الدين” الجواهر المطية في طبقات الحنفية، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع و الإعلان، ط2، الرياض، 1993، ج3.
15- الكاساني علاء الدين، بدائع الصنائع في ترتيب الصنايع، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1986، ج7.
16- الهرثمي صاحب المأمون: مختصر سياسة الحروب، تحقيق عبد الرؤوف عون، المؤسسة المصرية، العام للتأليف والنشر، ط1، القاهرة 1964.
ب- المراجع:
17- نبيل صبحي فرح، الحرب البيولوجية بين النظرية والتطبيق الملتقى العلمي الثاني، 23 ماي 2011.
18- عثمان جمعة ظميرية، أصول العلاقات الدولية في فقه الإمام محمد بن الحسن الشيباني، دار المعالي، ط1، عمان، 1999م.
19- خميسي بولعراس، فن الحرب بالغرب الإسلامي خلال عصري المرابطين و الموحدين منشورات النشر النشر الجامعي الجديد، ط1، تلمسان، الجزائر، 2017.
20- حياة عبد القادر المرسي: الآلات الحربية في العصر العباسي الأول 132-232هـ، المجلة العلمية لكلية الآداب، العدد الثالث والعشرون، يوليو، جامعة بنها، 2010.
21- شوقي أبو خليل: هارون الرشيد أمير الخلفاء، دار الفكر المعاصر، ط2، بيروت، 1996.
22- الكوثري محمد زاهر: بلوغ الأماني في سيرة محمد بن الحسن الشيباني، المكتبة الأزهرية للتراث، ط1، القاهرة، 1998.
23- فؤاد عبد المنعم: مواقف ورجال القضاء الإسلامي، مجلة البعث الإسلامي، العدد السادس المجلد الثامن والعشرين لكناؤ- الهند، 1983.
24- – محمد السيد الدسوقي: تدوين الفقه الحنفي وىثره في تدوين فقه المذاهب ، كلية الشريعة والقانون، ط1، قطر.
25- الندوي على أحمد، الغمام محمد بن الحسن الشيباني نابغة الفقه الإسلامي، دار القلم، ط1، دمشق، 1994.
26- فهمي أحمد: العيون والجواسيس في بلاد الشام في العهدين الزنكي والأيوبي، 522-648هـ/ 1228-1250م، رسالة ماجستير، جامعة غزة، فلسطين، 2011.
27- المناصير محمد عبد اللطيف: الجيش في العصر العباسي الأول 132-232، دار مجدلاوي، ط1، عمان، 2000.
28- كريم حلمي فرحات: جهاز المخابرات الإسلامية عبر العصور مكتبة الإمام النجدي للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2007.
29- محمد حسين الأعرجي، جهاز المخابرات في الحضارة الإسلامية، دار المدى للثقافة والنشر، ط1، دمشق، 1998.
30- خالد محمد عطوة: الخداع في الحرب، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، غزة فلسطين، 2005.
31- حسن توركماني: الدهاء في الحرب، دار الفكر للطباعة والنشر، ط1، دمشق، دت
32- بسام العسلي، فن الحرب الإسلامي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1988.
33- ياسين سويد: الفن العسكري الإسلامي أصوله ومصادره، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ط3، بيروت، 2010.
34- إبراهيم أيوب: التاريخ العباسي السياسي والحضاري الشركة العالمية للكتاب، ط2، بيروت، 2001.
35- سلمان بن صالح: الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية نشأها وتطورها حتى منتصف القرن3 هـ، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى، مكة، 1999، ج2.
36- محمد فتحي: العلم العسكري مفهومة وتطبيقاته، الأوائل للنشر، ط1، دمشق، 2005.
37- سعيد بن حمادة: الغرب الإسلامي مباحث في العلوم الحربية، رؤية للنشر و للتوزيع، ط1، القاهرة، 2013.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى