النزاعات المسلحة غير المتكافئة من منظور القانون الدولي الإنساني
للدكتور عمر روابحي أستاذ بجامعة بومرداس وخبير بمركز أورسام بتركيا
تفتح ظاهرة النزاعات المسلحة غير المتكافئة يوما بعد يوم نقاشا عميقا حول مدى مواكبة قواعــــــد القانون الدولي الإنساني لها، و يمكن تقسيم هذا النوع من النزاعات إلى نزاعات مسلحة غير متجانسة من حيث اختلاف الطبيعة القانونية لأطراف النزاع، و نزاعات مسلحة غير متماثلة من حيث اختلاف وسائل و أساليب القتال التي يستخدمها كل طرف ضد الآخر، و يواجه القانون الدولي الإنساني تحديات مختلفة حسب وضع كل طرف منخرط في هـذا النوع من النزاعات من حيث قوته و ضعفه، ففي حين ترتبط إشكاليات مثل تحديد مفهوم الهدف العسكري، و ضبط تعريف للمقاتل الشرعي بالطرف الأقوى، فإن الإشكاليات المرتبطة بالطرف الأضعف غالبا ما تتمثل في حدود تطبيق حظر الغدر، و إشكالية المعاملة بالمثل، و لا شك أن لمبدأي التناسب و التمييز وضع خاص ضمن سياق النزاعات المسلحة غير المتكافئة.
القيمة المضافة التي يحاول هذا الكتاب إضافتها مقارنة بمـا كتـب سابقا باللغات الثلاث هي تفكيك ظاهرة النزاعات المسلحة غير المتكافئة – حتى يسهل دراستها – إلى نزاعات مسلحة غير متجانسة من حيث الطبيعة القانونية لأطراف النزاع، ونزاعات مسلحة غير متماثلة من حيث أساليب ووسائل القتال المستخدمة، حيث يبدو هذا الفصل بين عدم تكافؤ الطبيعـة القانونية لأطراف النزاع وعدم تكافؤ وسائل وأساليب القتال غير محدد المعالم في الدراسات السابقة، بالإضافة إلى الفصل بين التحديات التي تثيرها ظاهرة النزاعات المسلحة غير المتكافئة على صعيد مختلف أطراف النزاع . ضعفهم وقوتهم.
وهذا فضلا عن كون هذا الكتاب يقدم عملا شاملا يغطي موضوع النزاعات المسلحة غير المتكافئة من منظور القانون الدولي الإنساني باللغة العربية، وهو موضوع لم يتطرق له بعمل شامل بهذه اللغـة مـن قبـل، كما رأينا من خلال الدراسات السابقة المتاحة باللغة العربية.